فتن ;2
لطف الله ينزل مع الابتلاء ولا يفارقه ،وهذا ما لمسته دائما عندما كنت أرضى وأصبر وأفكر بشكل سليم ، ليس معنى هذا أنه غير موجود عندما لا تصبر ، لا ، أنت فقط لا تراه و يعميك سوء ظنك عن مشاهدة هذا اللطف في أشد المواقف وأصعبها ولا يجلب هذا سوى الهم والغم .
الإنسان مغبون قي نعم كثيرة حتى داخل السجن والقيد ،شدة الابتلاء تجعلك تنظر لحقيقة هذا العالم بصفاء وتدرك أننا لسنا في دار إقامة وراحة بل هي دار إختبار ، هذه هي الحقيقة سواء آمنت بها أو كذبت بها ، الله غني عنا جميعا وهو العليم الحكيم.
أحيانا عندما ترى أن معظم من تعرفه تزوج و منهم من أنجب ، و افتتح مشاريع و فتحت له الحياة كما كنت تتوقع أن تفتح لك و يكون مستقبلك مثله بل أفضل ، ثم تنظر لحالك المادي ترى نفسك صفر اليدين و تلوم نفسك أنك عالة على أهلك حتى هذا السن ولا يوجد معين ، و تضطر أحيانا أن تطلب من أصدقائك بعض المال ، هذا الأمر يجعلك تريد أن تصرخ وتبكي من القهر والذل ولن يسمعك أو يساعدك أحد أو يشفق عليك ، بل من الممكن أن يتم ضربك أو ترحيلك أو وضعك في التأديب ، لا يوجد رحمة أو شفقة هنا سواء حتى للمريض جسديا ، ولا يعترفوا هنا بالمرض النفسي بل سيقولوا لك أنك تمثل الدور و سيزيدوا من مرضك وألمك ، ولديهم التبرير المثالي (أنت إرهابي) و يصورك أنك جرثومة يجب أن نطهر الأرض منها ، فبذلك يصبح الأمر كواجب وطني في تدميرك وتدمير عائلتك لأنهم قاموا بإهمال تربيتك -زعموا- .
الله أكبر ، حتى هذه الكلمة لو قلتها سيقول العالم عليك إرهابي ، في الواقع لقد سئمت أن أهتم بنظرة العالم لي ، تخيل أنك تهتم لرأي من يريد إفناءك و يعتبرك فيروس ؟ ، هذا من الغباء !
تعليقات
إرسال تعليق